دخان يا أمي
دخان يملأ شارعنا
يخنقنا خنقا
يملؤنا حنقا
يمنعنا أن نمضي
وتغيم الرؤية يا أمي
فلا أرى غير وجهك
والعينان
أصوات تملأ شارعنا
تربكنا وتصم الآذان
فتيات تصرخ
ورجال تهتف
وصغار تبكي
وامرأة تتلو القرآن
لا أسمع شيئا يا أمي
تتلاشى أصوات الصخب
يتلاشى صوت الأذان
تجذبني قبضة يد
أعرفها
يد صديقي يونان
يقول إنهض
إنهض إنهض يا عثمان
لن تسقط فأنا معك
ومعنا عبد الرحمن
وسنمضي رغم قنابلهم
ورصاص يطلقه جبان
علينا أن نمضي
وسنمضي حتى الميدان
وهناك سنصرخ وسنهتف
وهناك يكون البركان
سينام الظالم ملء عيونه
وكأنه مَلَك الزمان
وسيصحو من نوم هادئ
ليواجه أنباء الفيضان
وسيسأل من نحن؟ وماذا نريد؟
وجئنا من أي مكان؟
وسيسمع تحاليل الخبراء
وتقارير الوزراء
وما نقلته وكالات الأنباء
سيقولون له لا تقلق
أنت في أمان
سيقولون شباب ضائع
منحل يتحرش بالنسوان
غوغاء تخرب وتدمر
وتريد هلاك الأوطان
عملاء مأجورون
خونة مارقون
ومن ورائهم الإخوان
وعناصر جاءت من كل مكان
من حزب الله الحاقد
ومن الخليج الجاحد
من الهند وباكستان
وربما من بلد آخر
يقال إسمه كزخستان
تقبض دولارا أو يورو
تأكل وجبات ساخنة
وتعرقل سير الميدان
لا تقلق أبدا
سنقضي عليهم... الآن
لن يصل إلينا الأعداء
لا تقلق نحن في أمان
فالشرطة معك
والشعب معك
ومعك الجيش والأركان
تحميك وزارات الدولة
يحميك الدستور والبرلمان
سنلقنهم درسا لن ينسوه
سيعودوا من حيث أتوا
سنحارب إرهابا زرعوه
وسنحمي رمزا أهانوه
وسيبقى الولد وأبوه
ولن تشمت فينا إيران
هيا أنهض هيا يا أخي
فلدينا موعد
سنقابل هند وإيمان
حبيبتك وحبيبتي
تنتظران الشجعان
ستفرح هند حين ترانا
وستفرح أيضا إيمان
وستحمل إيمان المصحف
وستحمل هند الصلبان
وسننسى من منا المسلم
ومن المسيحي
وستقرأ معي تسابيحي
وسأقرأ معك القرآن
هيا إنهض هيا
يا رجل يا بطل
هيا إنهض معنا وبنا
لن تسقطك رصاصة
لن تسقطك قنابل
صنعها أمريكان
تتلاشى القبضة يا أمي
يبتعد الصوت
أين يونان؟
وحتى رائحة الدخان
أتحرر من سجن الجسد
أتحرر منه إلى الأبد
ما أثقل جسم الإنسان
وهناك بعيدا يا أمي
ضوء يجذبني فأنجذب
صوت يدعوني فأستجب
أقترب وأقترب
وأرى بستان
لا تبكي أبدا يا أمي
لم أجري منهم لم أهرب
سقطت كما سقط الشجعان
حرموني أن أحيا معكِ
حرموكي مني يا أمي
ما أقسى هذا الحرمان
لا تبكي أبدا يا أمي
إدعي لمن هم في الميدان
لا تنسيهم يا أمي
فالبشر سريعي النسيان
ثورتنا بدأت يا أمي
ولدت في كانون
وستنطق في شباط
وستكبر في نيسان
ستعود بلادي كما كانت
بلد أمن وأمان
وحنانكِ أنتِ يا أمي
سيكون لبلدي وليس لي
فهي أولى بالحنان
بالله بالله لا تبكي
فأنا من قلبي فرحان
قولي لهند أن تتزوج
وأن تنجب عثمان
وتقص عليه قصتنا
قصة شهداء الطغيان
وستبقى مصر يا أمي
أحلى الأوطان