Friday, January 13, 2012

دفء الأماكن

سأتدفأ بك حين يأتي الشتاء وإن لم تكن معي. سألملم الذكريات وحرارة لقاءاتنا. سأجمع صوتك وأشياءا صغيرة تركتها بداخلي دون أن تدري. سأطوف بأركان البيت لأجمع بقاياك، سجائر محترقة مازالت تحمل آثار شفتيك، شعرات سوداء تساقطت منك دون أن تشعر، أشياءا مازالت تحتضن رائحتك. سأجمع كل هذه الأشياء وأصنع منها مدفأة صغيرة لن يراها غيري. سأسترجع صوتك وسأطيل الحديثمع الجدران الصامتة التي لا تكف عن السؤال عنك.

وعندما يأتي الليل سألف وشاحك البني حول عنقي وأخرج لأسير في تلك الشوارع الهادئة التي تحبها. سأضع نظارتك التي نسيتها عندي وأنظر إلى العالم لعلي أرى الأشياء كما تراها فأصير أقرب إليك. سأطوف بعيني أجمع آثارك حتى في الظلام. سأطيل الوقوف أمام واجهات البنايات التي تحبها، سأنسج سيناريوهات للقاءاتنا القادمة وسأدون أفكارا وأشياءا سأهديها إليك. سيظنونني تائهة لا أعرف أين أنا، لكنهم لا يعرفون أنني في رحلة معك. سيتعجبون كيف لا أشعر بالبرد، وكيف لا أرتجف حين تهب الرياح، ولماذا لا تبللني الأمطار. سأذهب إلى ذلك المقهى الهادئ الذي تحبه، ستحجبني الإضاءة الخافتة عن أعينهم ونظراتهم المتسائلة عن سر وحدتي وتلك الابتسامة على وجهي . سأطلب قهوتك كما تحبها وأقربها إلى أنفي ثم أغمض عيني وأستنشق رائحتها مثلما تفعل، ستتسع ابتسامتي حين أستمع إلى أغنياتك المفضلة والتي لا يعرف أحد سر حبك لها مثلما أعرف. سأسترجع بريق عينيك حين تحدثني عن تناغم الأصوات وتداخل الإيقاعات وكل تلك الأشياء التي لم أعرفها من قبل.

وحين أعود إلى بيتي سأجد الكثير لأرويه له عن يومي وعنك وسأتبادل معه الخطط والمفاجآت التي سأعدها لك. سأشعل تلك المدفأة الصغيرة التي صنعتها وسأجلس في مقعدك، سألتف بوشاحك وألملم أطراف ثوبي حتى يغلبني النوم.

سأرحل الآن لألملم دفئك من الأماكن. فلن يدفئني غيرك حين يأتي الشتاء.

2 comments:

Unknown said...

Amazing flow of sweet and tender feelings ya meto :)

Meto said...

Thanks dear.

My blog is honored by your visits