Tuesday, January 15, 2013

30

طول عمري بحب عيد ميلادي من وأنا عيلة صغيرة. من قبل ماييجي بسنة أفضل افكر وأخطط هعمله إزاي وهعزم مين، هلبس إيه وهعمل شعري إزاي وهحط ماكياج إيه (أصل ماما كانت بتسمحلي أحط ماكياج يوم عيد ميلادي أو لما نكون رايحين فرح) وأفضل أفكر في الهدايا اللي هتجيلي. و حتى بعد ما كبرت كان بيتعملي كذا عيد ميلاد: في البيت وفي الشغل وصحابي بتوع المدرسة وشلة الجامعة. كنا بنرجع عيال تاني وبنفرج الدنيا علينا.
بس السنادي أول مرة أبقى خايفة من عيد ميلادي ومش عاوزاه ييجي. اصلي هكمل 30 سنة. معقول؟ أنا بقالي 30 سنة عايشة في الدنيا دي؟ طب راحو فين؟ بس المشكلة مش في التلاتين سنة. عمر الأرقام ما بيبقى ليها معنى. إحنا اللي بنديها المعنى ده. وأنا بصراحة خايفة من الرقم ده. العشرينات برضه بتدي إحساس إن الواحدة لسة صغيرة. لكن تلاتين...
والمشكلة كمان إني لسة ماتخطبتش. مع إن معظم صحباتي وزمايلي اللي قدي واللي أصغر مني اتخطبوا واتجوزوا وخلفوا وفيهم اللي طلقوا كمان. وأنا لسة زي ما أنا. قاعدة جنب أمي زي مابيقولوا. وأمي بقا كل ماتشوفني تتحسر عليا وعلى المأساة اللي أنا فيها. وتفضل تقطم فيا وتسمعني كلام زي السم وتفكرني بالعرسان اللي كنت برفضهم زمان. اصلي أنا كنت تنكة حبتين. ده تخين وده قصير وده بكرش وده ريحته وحشة وده عنده شنب وده حيلة أمه وده مابيحبش عبد الحليم وده عاوز ياخدني السعودية. كانت دايما تقوللي البطران آخرته قطران. ما كنتش فاهمة معنى الكلمة دي ساعتها بس دلوقتي فهمت. القطران هو اللي أنا فيه دلوقتي. أمي ودعواتها اللي مافيهاش غير إبن الحلال. وخالاتي وعماتي والطنطات اللي كل بناتهم اتجوزوا بيدعولي نفس الدعوة. لحد مابقيت بدور على ابن الحلال ده في كل حتة بس لا هو راضي ييجي ولا انا عارفة ألاقيه. وبدل ما كنت أنا اللي بتلكك وبتأمر بقيت انا اللي ماشية أدور على العريس. والله العظيم أنا من جوايا مبسوطة. أنا مش قادرة أحس إني كبرت وعجزت. بالعكس لسة حاسة إني عيلة صغيرة. بس المشكلة مش فيا. المشكلة في الناس اللي حواليا اللي محسسني إني عندي عاهة.
المشكلة الأكبر بقت في صاحباتي اللي اتجوزوا وبقوا بيخافوا مني على اجوازهم. بطلنا نخرج زي زمان وبطلوا يكلموني ويحكولي. مع إنهم لسة بيتقابلوا. بشوف صور خروجاتهم على الفيسبوك. بس ماعادوش بيقولولي أخرج معاهم زي زمان. كل صحابي دلوقتي يا إما في سني وزي حالاتي يا إما لسة صغيرين ومااتجوزوش برضه بس أول ماواحدة فيهم تتخطب بقطع معاها. ما أنا بقول تيجي مني أحسن ماتيجي منها.
النهاردة صحيت من النوم ورحت شايلة الغطا وناطة من السرير وقررت أدي الدنيا باللي فيها بالجزمة. بلا 30 بلا 40. قررت أعمل عيد ميلادي وأعزم طوب الأرض. هلبس وهتشيك وهحط ماكياج زي زمان. مزيكا وتورتة وشمع وهابي بيرس داي تو مي. وهحط الصور على الفيسبوك وهاتك يا كومنتات. وبدل ما أفضل مرعوبة من اليوم ده قبل ماييجي وبعد كده أفضل مكتئبة إنه جه هخليه يوم ماحصلش. هو مش احنا اللي بندي للأرقام معنى. أنا بقا هديله المعنى اللي أنا عايزاه. أما سي ابن الحلال اللي مش راضي ييجي ان شالله ما عن أمه جه. كل سنة وأنا طيبة.

بِريود... صمت أنثوي صاخب

كتابي الثاني... قريبا في المكتبات